دروس من الربيع العربي

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «الشورى ليس ببرلمان»، المنشور بتاريخ 21 فبراير (شباط) الحالي، أقول: أعتقد أن نتائج الربيع العربي لم تكن مغرية لبقية الشعوب العربية التي لم يصل إليها بعد. وكما تفضل به الكاتب من أن الثقافات الخاصة بالشعوب ومستوى التعليم وقوة التأثير القبلي والمناطقي ومؤخرا الطائفي، كل تلك العوامل مجتمعة تتناقض بزاوية 180 درجة مع النمط الديمقراطي الغربي، وهذا أمر ماثل للعيان. الآن لا حاجة لأحد أن يقنعنا بصحة هذا الأمر من عدمه، ففي العراق كرس النموذج الديمقراطي الغربي التقسيم الطائفي والعرقي، وفي مصر حيث ترتفع نسبة الأمية نرى بوضوح النتيجة. والأمر مشابه إلى حد كبير لما يجري في تونس، كما أن واقع اليمن القبلي لم ولن يستطيع أي ربيع التأثير فيه قيد أُنملة، كذلك الأمر في ليبيا. ولعل النمط المغربي للتغيير والإصلاح من جسم النظام هو الأفضل من بين كل السيناريوهات السابقة «المفزعة» التي قامت على مبدأ تقويض الدولة أولا، وأعتقد جازما أن المحطة الأخيرة لقطار الربيع العربي هي سوريا، فلا أعتقد أن هناك أي شعب في العالم، وليس الشعوب العربية فحسب، يرغب أن يرى المأساة السورية تتكرر لديه.

عبد العزيز بن حمد - أميركا [email protected]