أوطاننا قتلها الفقر!

TT

> تعقيبا على مقال عماد الدين أديب «حوار على زيت ساخن!»، المنشور بتاريخ 22 فبراير (شباط) الحالي، أقول: مقالك هذا وضعني أمام ماض مرير أكره الحديث عنه؛ لأن الماضي ينزل على القلب مثل الزيت الساخن، وخاصة إذا كان مريرا ومرا، في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي ذهبت إلى الوطن لأرى حال الأهل والأحباب، وأثناء دخولي من المطار عاملوني كأجنبي وافد لا ينتمي إلى هذا الوطن. وعندما دخلت حسبت أنني داخل معسكر تابع لمفوضية الأمم المتحدة، لم أر فيه غير الفقر والبؤس، لم أر فيه غير شباب يعاني من البطالة والفقر والجوع، ولم أر فيه غير أطفال يحملون معهم صناديق صغيرة تحتوي بداخلها أدوات لتنظيف الأحذية، ولم أر فيه غير أناس يعانون من الجوع، وكيف يمكن للإنسان أن يأكل ويشرب في حضرة الجياع؟ حال شعوبنا كحال هذا الشاب الذي كشف لك أخيرا عن حاجته للأكل، أوطاننا لم تعد أوطانا بل هي مثل معسكرات تابعة لمفوضية الأمم المتحدة، لا ترى فيها غير هياكل عظم قتلها الجوع والفقر.

إبراهيم علي - السويد [email protected]