رسالة إلى المحرر: الثقة هي العنصر المفقود

TT

* طبيعي أن يتفرق رفاق الثورة في أي بلد تحدث فيه ثورة، مثل تونس ومصر وليبيا، والسبب أن الثوار التقوا على ما يجمعهم ضد الحكم الذي عارضوه من دون أن يؤمنوا بذات الأهداف التي يعملون على تحقيقها فيما بعد، ويوجد بينهم الآن مشكلة ثقة مفقودة.

وعن مصر أقول إن مصر بلد كبير يعيش فيه أكثر من 80 مليون إنسان، والشيء الطبيعي أن يكون الناس من اتجاهات مختلفة، منهم الإسلامي ومنهم القومي ومنهم الليبرالي ومنهم اليساري. وخلال السنين الماضية وجد الذين قاموا بالثورة ضد حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك أنهم على تفاهم بالنسبة للكثير من القضايا، وكانوا عموما ضد التوريث الذين كانوا يتخوفون منه. كما كان الكثير منهم ضد ما يصفونه بالدولة الأمنية والنفوذ الشديد لوزارة الداخلية. كل هذه الأشياء التي جعلتهم يعملون مع بعضهم البعض ضد حكم مبارك لم تخف ميولهم السياسية الخاصة بكل واحد منهم. وهذا ما تبين للجميع بعد نجاح الثورة.

اليوم يقف الرئيس الدكتور محمد مرسي ومن ورائه «الإخوان المسلمون» وأحزاب إسلامية أخرى في مكان، ويقف أنصار «جبهة الإنقاذ» الليبراليون والقوميون واليساريون في مكان ثانٍ، وهناك أيضا فريق ثالث لا يعجبه لا «الإخوان» ولا «الإنقاذ». وكل فريق من هؤلاء يظن أنه على حق وأنه قادر بمفرده على حل مشكلات مصر.

أعتقد أن هذا ظن خاطئ لأن مصر أكبر من الجميع، ولديها مشكلات ينبغي على الجميع أن يتخلوا عن أنانيتهم والعمل معا لحلها. ولا أعتقد أن ما يسمونه «الأخونة» سيعالج كل ما تعاني منه مصر من متاعب اقتصادية وبالأخص بعد انهيار السياحة. ونفس الشيء بالنسبة لخصوم «الإخوان» من «الإنقاذ» والتنظيمات السلفية، لأنهم مختلفون وليسوا من اتجاه سياسي واحد، وكما تناسوا خلافاتهم أيام مبارك وعارضوه معا نراهم الآن يعارضون الرئيس مرسي على الرغم من أنهم مختلفون على كل شيء تقريبا ما عدا معارضة حكم «الإخوان»، وهذا يعني أنهم لن يستطيعوا الاتفاق على خطة موحدة من أجل مصر، لكنهم سيعطلون على البلد فرصة لتعويض خسائر الاقتصاد المصري الفظيعة في العامين الماضيين.

عبد الفتاح محمود - مصر