الكرسي هو الأهم!

TT

تعقيبا على مقال سمير عطا الله «وهل تظل عربة إذا فقدت عجلاتها؟»، المنشور بتاريخ 7 مارس (آذار) الحالي، أقول: العربة التي يركبها الطغاة عادة ما تكون مفككة بفعل القسوة والسير بها في طرقات وعرة، والحصان الذي يجرها يكون منهكا من الضرب والجوع والحرمان، أما العربات الأخرى فتدوم بسبب الاعتناء بها من قبل راكبيها حتى تدوم لهم ويبقوا راكبين على ظهرها، القساة تجد عرباتهم تعاني الخراب فبالأمس انفصل إطارها واليوم انكسر حصانها، لكنهم يصرون على وجود عربة حتى وإن لم يبق منها غير كرسي جلوس «العربجي»، ولكن العربة التي تفقد أحد أجزائها لا يمكن أن تبقى عربة. هذه خلاصة الحوار بين الحكيم البوذي والإمبراطور، وهذه الحكمة تنطبق على الحكام الطغاة الذين لا يهمهم غير الكرسي، فحتى إذا احترقت البلاد وهدمت المباني وانهار الجيش وانسحب خاسرا، وصاح الشعب بعد صمت طويل لا نريدك بعد اليوم حاكما، يظلون مصرين على البقاء حتى وإن كان في الحروب مهزوما.

عدنان العراقي - فرنسا [email protected] لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع