الجهل آفة الأمم

TT

* تعقيبا على مقال خالد القشطيني «أيام فاتت - هموم الكاتب الساخر»، المنشور بتاريخ 12 مارس (آذار) الحالي، أقول: إن أكبر وأهم أسباب تخلف الإنسان وضعفه هو عدم اهتمامه بالقراءة التي تعني في ما تعنيه فرصة الاطلاع على أفكار وتجارب الآخرين، لأنه وبتجاربه المحدودة سيعتبر نفسه مركز العالم وتقتصر نظرته وطريقته في التعامل مع متغيرات الحياة على قناعته الشخصية ونتاجه الفكري، الذي غالبا ما يكون محدودا بحكم الواقع. والإنسان بحاجة إلى قراءة القصة والرواية وكتب التاريخ، لأنها أحيانا تنقل تجارب غيرك والطرق المتاحة لحل مشكلات معينة حدثت لغيرك. كما أن الإنسان الذي يقرأ أفكارا غير متطابقة مع ما يؤمن به تجعله يفكر بتلك المسألة المناقضة للمنطق الذي يحكمه، مما يحرك عملية التحليل التي لا بد أن تزحزحه بعض الشيء عن مواقفه المتصلبة وقناعاته التي ربما بناها على خطأ نتيجة قلة خبرة، وتمنحه بالتالي الفرصة لعدم الوقوع في مشكلات كان غيره قد عانى منها وفشل فيها مرة وحقق نجاحا مرة أخرى. لذلك فلا بد من تشجيع القراءة منذ مرحلة الطفولة والاعتناء خصوصا بأدب الأطفال، لأنها الوسيلة الأكثر جدوى التي تمنحنا الأمل بمستقبل مشرق لأمتنا التي تكاد تقتلها الأمية رغم أنها «أمة اقرأ».

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]