تعقيبا على مقال فؤاد عجمي «خرجت أميركا من العراق من دون أثر كبير ووصل رجل قوي للسلطة»، المنشور بتاريخ 23 مارس (آذار) الحالي، أقول: يبدو أن العراق لا يمكن ان يُحكم إلا بنظام ورئيس قويين. فالجميع عايش الانضباط وتطبيق النّظام أيام الحكومة السّابقة، قبل عام 2003، على الرّغم من الإستبداد والظّلم، بينما كانت حكومة الجعفري حتى مع الدّعم الأميركي ضعيفة وانتشرت في ظلّها الفوضى وعمليات القتل. أما بشأن الهدف من إحتلال العراق، فهو تأمين سلامة إسرائيل من نظام يمتلك أسلحة ذات مدى بعيد وغير منضبط، بغض النظر عن أسلحة الدمار الشّامل، أو نشر الديمقراطية في البلاد العربية. ولكن المشروع الديمقراطي الجديد اصطدم بالصراعات بين أهل السلطة السابقين ذوي الخبرة في الحكم والإدارة، والأكراد الذين عقدوا العزم على إقامة دولة قوية. وبالتالي فإنّ ضعف وقوة العراق بأيديهم لهاجس الخوف من دولة مركزية قوية. ونتيجة لهذا الأمر سيبقى العراق ضعيفا خصوصا أن أعداءه خليط من بقايا البعثيين والعلمانيين ومن القاعدة بحسب ما يدعون.
عدنان العراقي - فرنسا [email protected]