أميركا.. ما زالت تساوم

TT

تعقيبا على مقال طارق الحميد «تدعم (الإخوان) وتطالب بعلمانية!»، المنشور بتاريخ 30 أبريل (نيسان) الماضي، أقول: على ما يبدو أن الحكومة الأميركيّة تتحرك نحو النِّظام السوري تخاطبه وتنصحه وتساومه، لكنها لا تبدو مستعدة للإطاحة به.

تغيير السلوك لا يزال حتى اللحظة «كلمة السِّر» الأميركية، المهم ألا يُخرق السَّقف المتَّفق عليه، وتوفير الذرائع لبعض التنظيمات الإسلامية السورية، كي تصعِّد معركتها وتخرجها عن سياقها المحلي الراهن، بحيث لا يضطر أحد إلى التدخل أو التوسط، خصوصا أن اتفاق جنيف صار من الماضي، ولن يقبل به أي فريق سوري.

في رأيي، لم تكن أميركا يوما حريصة على حقوق الأكثرية، التي كانت مسحوقة ومهمَّشة على مدى 50 سنة، كحرصها اليوم على حقوق الأقليات التي كانت مصونة لقرون مضت.

وهذا ليس إلا لذر الرماد في العيون، للتأكد من أن البديل سيكون نظاما يضمن أمن إسرائيل ومصالح الغرب، ويقمع الأغلبية السَّاحقة من الشعب السوري الذي سيبقى شوكة في عيون أصحاب هذه المخططات.

نواف الكيلاني - أميركا [email protected]