لافروف يبرر المواقف الأميركية

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «لافروف وجر المنطقة للهاوية»، المنشور بتاريخ 9 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن تعاظم دور «جبهة النّصرة» في واقع الأزمة السورية، يعزّز مخاوف واشنطن ويبرّر في الوقت ذاته تركيز وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الضغط على هذا العصب الأميركي الحسّاس، مستغلاًّ أحداث بوسطن الأخيرة. ويتجلّى ذلك في جرأته على وصف المعارضة السّورية بالمتطرفين أمام جون كيري وزير الخارجية الأميركي في مؤتمرهما الصحافي الأخير.

روسيا ومن ورائها إيران تعرفان تماماً أن الخط الأحمر الحقيقي لأميركا هو التدخّل عسكرياً في سوريا وهذا أمر مضمون لهما، وتسعى روسيا الآن للحيلولة دون تسليح أميركا للمعارضة الأمر الذي طُرح أخيراً بشكلٍ جدي من قبل الإدارة الأميركية. الرّوس والإيرانيون يريدون تحييد الدور الأميركي بالكامل في الأزمة السّورية، ومن الجانب الآخر يتعاظم دعمهم الهائل وبكلّ قوة للرئيس السّوري بشّار الأسد ونظامه للإجهاز على ثورة الشّعب السّوري وإخمادها. إيران تدعم في كل مكان عبر كل الوسائل وتدفع بلا حدود، وروسيا تزوّد الأسد بكميّات كبيرة من أحدث الأسلحة وأشدّها فتكاً بينما الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يزال يختبئ خلف إصبعه وأصبحت مهمة لافروف هي حفظ ماء وجهه.

عبد العزيز بن حمد - فرنسا [email protected]