وحدة السودان تزيده قوة

TT

* تعقيبا على مقال عثمان ميرغني «مفاجآت الخرطوم»، المنشور بتاريخ 15 مايو (أيار) الحالي، أقول: عودة الوحدة بين الدولتين ليست مفاجأة، لأن انفصالهما لم يكن مفاجأة، حيث تم التخطيط له منذ عهد بعيد في أروقة البيت الأبيض و«الكنيست» الإسرائيلي، وبدأ ذلك باغتيال الزعيم الوحدوي جون قرنق وبتخطيط أميركي صهيوني، والرئيس البشير في رأيي كان موعودا بأن يكون «مانديلا» السودان وموعودا بدعم يسيل له اللعاب، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وحكومة الخرطوم لم تعِ الدرس جيدا رغم الجيش الجرار من المستشارين السياسيين للرئيس الذين لم يضعوا مصلحة الوطن نصب أعينهم، ولا غضاضة أن يحلم الرئيس بالوحدة مرة أخرى، هذا هو حال السياسة؛ انفصلت الألمانيتان وعادت ألمانيا موحدة وقوية، فكانوا أعداء وصاروا أحباء، فلماذا نستكثر الوحدة على السودان؟ ومعضلة السودان أن الشعب السوداني حقوقه ضائعة بين سياسات الحكومات المتعاقبة التي أثقلت ظهره الضرائب من غير مقابل، وظل يجابه شظف العيش طيلة حياته منذ استقلال السودان وحتى يومنا هذا، إلا من المقربين والمحسوبين على الأنظمة المتعاقبة جلها وليست حكومة «المؤتمر الوطني» وحدها.

عادل أحمد القنداتي - أميركا [email protected]