شعارات لإبعاد الشبهات!

TT

تعقيبا على مقال فؤاد عجمي «حزب الله من بيروت أو (طهران الصغرى)»، المنشور بتاريخ 25 مايو (أيار) الحالي، أقول: تقاتل اللبنانيين على مدى 15 عاما، قاتلوا الغريب والقريب، قاتل بعضهم بعضا، كل كان يظن أنه يقاتل عدوا له بينما كان من يدير الحرب قوى غير لبنانية، قوى إقليمية ودولية، كل ما كان يحدث هو تحويل لبنان إلى ساحة للصراع، ولما تحققت المصالح الدولية والإقليمية بتصفية القوى الوطنية والتقدمية وإنهاء وجود المقاومة الفلسطينية بدأت الصفقات وتقسيم المغانم، فكانت الجولان حصة إسرائيل ولبنان حصة سوريا وبقي الجنوب بقعة الرهان الأخير، وانسحبت إسرائيل بعد أن تقاتل الجميع مع الجميع في لبنان، وانتهى الوضع بصفقة إيرانية سورية مع إسرائيل بتسليم طرف من أطراف القوى المتصارعة على أمن الجنوب، على أن يكون هذا الأمن ممسوكا بيد كل من سوريا وإيران، وبهذا يضمن الفرقاء بأن الصراع لن ينتهي إلا كما يروق لهم، وهذا ما يحصل الآن من بقاء الجولان كما هو وإعادة توزيع الطوائف على مناطق جغرافية يتنازع بعضها مع بعض، بحيث تتأكد سيطرة إسرائيل إلى أبعد مدى بحيث تتحقق أهدافها في حكم المنطقة من النيل إلى الفرات، فلا التحرير تحرير ولا الممانعة ممانعة ولا المقاومة مقاومة، كل ما حدث صفقات مغلفة بشعارات لإبعاد الشبهات، ومن يظن أن حزب الله كان لاعبا إقليميا فهو خاطئ تماما، لقد كان ولا يزال أداة إقليمية لا أكثر ولا أقل.

شوقي أبو عياش - فرنسا [email protected]