هل يترحم السوريون على أيام حافظ الأسد؟

TT

تعقيبا على مقال سمير عطا الله «هل سوريا إسبانيا الثلاثينات؟»، المنشور بتاريخ 26 مايو (أيار) الحالي، أقول: باعتقادي أنه من المبكر أن نطرح أي مقارنة بين ما يحصل في سوريا وما حصل في إسبانيا، فالذي حصل في إسبانيا في الواقع كان صراع أفكار وآيديولوجيات حاولت كل واحدة منها أن تفرض نفسها على الساحة الأوروبية مثل الشيوعية والفاشية والليبرالية، ولم يصل مستوى الصراع إلى الهمجية التي وصلت إليها الحرب في سوريا؛ فعندما تسود الهمجية تجرف رياحها العاتية كل ما هو خير للبشرية، فإذا استثنينا إعدام لوركا، كانت الحرب الإسبانية نزهة بالنسبة للمتقاتلين؛ فلم تقتلع حنجرة منشد المظاهرات، ولم تكسر أيدي رسام، ولم يُعدَم الأطفال ولم تنتهك الأعراض. هذه الحرب القذرة في سوريا جرفت في طريقها كل إمكانية للإبداع، حتى لو وجد فيها مارلو وهمنغواي فسوف يقفان عاجزين عن التوصيف، والمقبل في رأيي أعظم.

عدنان العلي - ألمانيا adnnan - [email protected]