الثورات.. والسياسات الدولية

TT

* تعقيبا على مقال سليمان جودة «مؤامرة في عاصمتين!»، المنشور بتاريخ 6 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: ربما أخطأ كل من الرئيس المصري السابق حسني مبارك والرئيس التونسي زين العابدين بن علي، ولكن في رأيي بعد سنتين من «الخريف العربي» اتضحت الصورة بأن أميركا قررت إزاحة أنظمة الجمهوريات العربية وإحلال بها أخرى خالية من الكفاءات، لتقود البلاد إلى فشل تلك المنظومات ثم تعيد تشكيلها بما تسمح به الاستراتيجية الأميركية تماما كما فعلت مع الاتحاد السوفياتي. لم يقر المخطط على عاصمتين فقط، بل امتد إلى كثير من العواصم العربية. وأعيدَ بعد ذلك رسم المنطقة امتدادا لما حصل في العراق، الذي تحول من دولة محورية قوية إلى ثلاث ولايات تتناحر وعاجزة عن العمل بقوة، كما كانت أيام النظام السابق برئاسة الراحل صدام حسين. في رأيي استغلوا السذاجة السياسية لعامة الشعوب وحركوها باستخدام شعارات ووعود كانت سببا بصورة أو بأخرى لتهييج الجماهير وتحويل الطاقة الشعبية إلى طاقة كافية لإسقاط بعض الأنظمة وإحلال منظومات دولية جديدة لتأتي بتيارات وأنظمة أخرى على الحصان الأبيض الأميركي.

د. ماهر حبيب - فرنسا [email protected]