هل يعيد التاريخ نفسه؟

TT

تعقيبا على مقال مشاري الذايدي «حروبنا مسروقة من التاريخ!»، المنشور بتاريخ 29 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: حروبنا مفروضة علينا من الآخر، وهي جزء من حربه الشاملة ضدنا، تيمور لنك يمثل مرحلة من تطور مفهوم الحرب الشاملة لدى الغرب ضدنا عام 1395، حيث وجه تيمور ضربة إلى مملكة القبيلة الذهبية المسلمة، وفي عام 1398 وجه ضربة إلى سلطنة دلهي المسلمة، وفي عام 1399 وجه ضربة إلى سوريا وأباد سكان حلب ودمشق، وعام 1402 وجه ضربة إلى السلطنة العثمانية وقتل المزيد، بلغ عدد من قتلهم تيمور من المسلمين 17 مليون، ربطته علاقات قوية مع هنري الثالث ملك قشتالة الذي كان له سفيران لدى تيمور رافقاه في معركة أنقرة ضد بايزيد، وكان تيمور يعتبر هنري ولدا له، كما يحتفظ الأرشيف الفرنسي برسالتين من تيمور، إحداهما إلى الملك شارل السادس، ورسالة أخرى من ولده ميران شاه يبشر فيها الأمراء المسيحيين بانتصارهم على بايزيد في أزمير، ولكن أخطر ما تركه تيمور ولم نلتفت إليه ونفهمه هو القبائل التركمانية التي خلفها في أذربيجان، والتي لعبت دورا مهما في التصاهر والتحالف مع الدولة البيزنطية ضد العثمانيين وكانت سببا مباشرا في تحول الحركة الصفوية وحول إيران السنية إلى شيعية مع إسماعيل شاه عام 1500.

محمد أشرف الشاذلي - السعودية [email protected]