سقوط الإسلام السياسي

TT

تعقيبا على مقال وليد أبي مرشد «انتصار المسلمين على (الإسلاميين)»، المنشور بتاريخ 6 يوليو (تموز) الحالي، أقول: الفرق بين المسلمين الحقيقيين والإسلاميين هو كالفرق بين العرب والأعراب الذين قال الله عنهم في الآية 97 من سورة التوبة إنهم أشد كفرا ونفاقا، فقد ذهب الإسلاميون بعيدا في تسخير الدين والمجتمع لحسابهم، بل إنهم أوضحوا لكل الناس وبتصرفاتهم أنهم ليسوا إلا طلاب سلطة وحكم ولو على حساب المبادئ الإسلامية. لقد رأينا ومن خلال كاميرات وكالات الأنباء أن الأغلبية العظمى من المتظاهرين كانوا من المسلمين الملتزمين، مما ينفي القول بأن المحتجين كانوا من الفلول والعلمانيين والحاقدين على الإسلام كما يزعم مروجو الإشاعات، كما أن ما حدث لا يمكن تسميته انقلابا عسكريا، وذلك لأن الذي تسلم السلطة لم يكن ضابطا في الجيش، بل أعلى رجل قانون في الدولة، وتلك سابقة تدل على مدى نضج التجربة السياسية في مصر، وهي استجابة من الجيش لرغبات جماهير كانت تمثل أغلبية مطلقة في كل الحسابات. لقد استجاب الجيش بعد أن رأى وتأكد أن الشعب المصري عرف اليوم طريقه ووحد بلاده وأبى إلا أن يعيش حرا كريما متحررا من كل ألاعيب السياسيين والأحزاب التي اعتادت التدليس والضحك على ذقون البسطاء، من أجل مصالح شخصية وأجندات أجنبية.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]