وعود

TT

* تعقيبا على مقال علي الخشيبان «الخليج و(الإخوان).. العلاقات المتحولة»، المنشور بتاريخ 7 أغسطس (آب) الحالي، أقول: في رأيي من حق جميع الدول العربية أن تعيد اليوم اكتشاف خطورة جماعة الإخوان على أمنها على ضوء ما حدث في مصر.

كان الشعب المصري الطيب المتدين المتمسك بدينه يتعاطف مع «الإخوان»، ويعتقد أنها جماعة مظلومة وليست محظورة، كما كان يطلق عليها النظام السابق، على اعتبار أنها جماعة لا تعيش إلا في السجون أو المعتقلات بلا مبرر في نظر الشعب، ولكن المبرر كان عند المسؤول الذي اتهمناه بظلم الجماعة، وكنا نعتقد أن إخوان اليوم، لا بد أن يكونوا قد اختلفوا عن إخوان زمان، فالدنيا تغيرت وتطورت وسادت الحضارة والمدنية حتى شملت كل شيء، واعتقد الشعب أن جماعة اليوم تختلف عن جماعة الأمس في الآراء والأفكار ثم بدأت تستخدم أسلوب «تمسكن حتى تتمكن»، فتقربت من الشعب وتوددت إليه بأسلوب ذكي، وشيئا فشيئا ظهرت الجماعة على حقيقتها، وبدأت تمارس نشاطاتها اللاقانونية، وتنكرت للشعب الذي ساندها ووقف إلى جانبها واستطاعت أن تستولي على كل سلطات الدولة، بما في ذلك كرسي الحكم، وبدأت في عملية أخونة كل وظائف الدولة الرئيسة والقيادية، حتى أصبحت تشعر بأن مصر أصبحت ضيعة خاصة لـها.

أما مرسي، الذي سانده الشعب على اعتباره أفضل من المرشح المحسوب على النظام السابق، ففاز بمقعد الرئاسة ووعد الشعب بوعود وردية وصور لهم أن جعبته مليئة بالحلول والمشاريع، وسيحول مصر إلى جنة، وأنه سيتخلى عن منصب رئيس حزب الحرية والعدالة وسيخلع عباءة «الإخوان» ويصبح رئيسا لكل المصريين، وطلب منهم أن يردوه إذا أخطأ، فظن الشعب أن من يقف أمامهم ليس رئيسا عاديا، ثم ما لبثت كل الوعود أن تبخرت، وبدأ يتعامل معهم بطريقة مختلفة.

فؤاد محمد - مصر [email protected]