بقاء

TT

* تعقيبا على مقال هاشم صالح «هل يمكن حرق المراحل التاريخية؟»، المنشور بتاريخ 10 أغسطس (آب) الحالي، أقول: لماذا الإصرار على أن حضارة المسلمين ستمر بالضرورة بالمراحل الأوروبية؟ لكل قوم ودين خصوصياته، ها هي الصين تصبح أغنى وأقوى دولة في العالم ويتطور مستوى معيشة شعبها بأضعاف، أما اليابان فتطور اقتصادها ولم يظهر في الدولتين أي تنوير، الإسلام لا يقارن من أي وجه مع اللاهوت الأوروبي والكهنوت القروسطي الذي حاربه المصلحون كلوثر وكالفن قبل التنويريين، الإسلام أشد رسوخا وتغلغلا في قلوب وعقول المسلمين، لأنه ببساطة دين حق صمد لكل الفلسفات وصمد في قلوب أكثر من مليار مسلم رغم هبوطنا إلى القاع في فترات الاستعمار ورغم كل العمل التبشيري لتفتيت الدول الإسلامية واختراق مناهجنا التربوية الذي أنتج بعض المفكرين والمثقفين الليبراليين، الذين يحاولون تنويرنا منذ قرن بلا فائدة، التنوير على الطريقة الأوروبية حلم ساذج فنحن نعيش عصر ما بعد الفلسفة وما بعد التقنية وما بعد الديمقراطية، عصر تستثمر فيه بعض الدول في أستراليا لضمان غذائها للمائة سنة القادمة وتغزو الصين قارة أفريقيا بينما تهرب الشركات من أوروبا المترنحة.

رامي نابلسي - فرنسا [email protected]