أوباما والقرار المصير!

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «أوباما أراح الأسد وحير الجميع!»، المنشور بتاريخ 2 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: إن الرئيس أوباما أفضل من جلسوا على كرسي الرئاسة الأميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث يلعب فعلا دور رئيس أكبر وأقوى دولة ديمقراطية في العالم، وعلى العكس من الرئيس ريغان الذي تصرف بمنطق القوة الغاشمة فأساء إلى سمعة أميركا وشوه صورتها المعروفة تاريخيا. أوباما يعي جيدا أنه رئيس ديمقراطي، على الرغم من أنه يملك صلاحية توجيه الضربة فهو يرى أنه لا بد من اتباع كل قوانين ومبادئ وأسس النظام الديمقراطي الحقيقي قبل اتخاذ قرار صعب جدا، كالدخول في حرب مع دولة لم تهاجم أميركا أو إحدى حليفاتها، حيث يجب أن نتفق على أن عنوان الموضوع، وهو توجيه ضربة محدودة، لا يمكن أن يعبر عن واقع الحال، إذ إن ردود الفعل على تلك الضربة المتوقعة ستحدد الخطوات المقبلة التي ستكون حتما أوسع بكثير مما أعلن عنه، ويكفي التذكير بحالة الطوارئ التي أعلنها المالكي في العراق وتصريحات الميليشيات الشيعية المتطرفة التي ترعاها إيران لنتوقع ما سوف يرتكبونه من حماقات، خصوصا أنها حركات تحمل في دواخلها عوامل فشلها، وأن استقرار الشرق الأوسط تطلب إبادة تلك المجاميع التي لم تقدم سوى الخراب. لنتوقع أن الضربة المحدودة لن تنتهي إلا بخارطة جيوسياسية جديدة.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]