إيران ومواقفها الدبلوماسية

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «استعداد إيران لما بعد الأسد» المنشور بتاريخ 4 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: لا أعتقد أن تصريحات رفسنجاني وما رافقها من تعتيم احيانا وتكذيب احيانا اخرى، تدل على اعتدال أو صحوة ضمير بل انها مقدمة وجس نبض تمهيدا لصناعة موقف دبلوماسي جديد ومختلف، إذ مهما قيل عن سذاجة قادة طهران وتحديهم الاهوج للمجتمع الدَّولي في مسألة الطاقة الذرية، الّا انهم اذكياء الى الدرجة التي تجعلهم يشمّون رائحة الخطر الجدِّي عند اقترابه وبما ان موقفهم الرسمي والعملي من النظام السوري سيجعلهم يدخلون اختبارا جديا فيما لوحدثت الضربة فهم اصبحوا شبه واثقين من ان الهدف النِّهائي ليس تأديب النظام السوري بل محاولة جر ايران الى ارتكاب حماقة بالاشتراك في الرد واعطاء المبرر للقوات الاميركية بتوجيه ضربتها المتوقعة لايران نفسها، اي انها هي المستهدف خصوصا لحصول اوباما على موافقة الكونغرس المتوقعة فعلا، مما يعني تبرير كل الخطوات اللاحقة التي ستعد رد فعل مناسبا تسببه ايران نفسها، لذلك فإنّ النِّظام الايراني يستسبق الاحداث بإلقاء بالونات اختبار وتمهيد لموقف استراتيجي جديد تهرب من خلاله الى الامام لتجنب الاحراج الذي سيصيبها حتما فيما لو ضربت اميركا سوريا ولم تتحرك لنجدته فتفقد سمعتها ومصداقيتها لذلك يمكن القول ان النظام الايراني اصبح في محنة قاتلة.

مازن الشيخ - المانيا [email protected]