* تعقيبا على مقال مشاري الذايدي «من يعد العصي أو يأكلها بسوريا؟»، المنشور بتاريخ 9 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: ألا يحق للسوريين أن يحصلوا على الحرية التي يتغنى بها الشعب المصري منذ «25 يناير 2011». لا أعتقد أن مصريا واحدا لا يتمنى ذلك، المشكلة تتمثل في الحدث الآني عندما انحاز الجيش المصري لصالح الشعب وصحح المسار في «30 يونيو 2013»، وما حدث بعد ذلك من مناوشات ومواجهات مع الإخوان المسلمين وأنصارهم، فالمغزى سياسي بحت في المقام الأول والأخير من الموقف المصري تجاه التدخل العسكري الدولي في سوريا، لأن القيادة المصرية الحالية ترى تشابها «شكليا» إلى حد ما في الوضع القائم في البلدين مع الفارق الكبير؛ فالجيش المصري تحرك لصالح الشعب، بينما الجيش السوري تحرك وقمع وقتل لصالح النظام، ولكن لفرط حساسية الحكومة المصرية الحالية التي أتى بها الجيش، لذا فهي تخشى أن توضع مع النظام السوري في سلة واحدة من المنظور الدولي، وأن يفتح الباب لـ«الإخوان» للمطالبة بالتدخل العسكري الدولي لإعادة «الشرعية» التي يتشبثون بها ويتباكون عليها، والتعامل مع الجيش المصري بطريقة التعامل نفسها التي تجري مع الجيش السوري، مع التغافل «المتعمد» بالطبع عن البون الشاسع بين الحالتين، فهذا هو السبب الرئيس وربما الوحيد للرفض المصري للضربة العسكرية ضد النظام السوري.
عبد العزيز بن حمد - السعودية [email protected]