صاحب الفكر

TT

* تعقيبا على مقال هاشم صالح «الذكرى الثالثة لرحيل أركون»، المنشور بتاريخ 20 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: كان محمد أركون صاحبا للمشروع بغض النظر عن موقفنا من رؤيته وأسلوب تعاطيه وآلياته في قراءة النصوص الدينية. فنحن لا نستطيع أن نتجاهل إسهامه في إعادة النقاش والجدل إلى المواضيع المهمة والجدية، بالنسبة إلى العالم الإسلامي، فهو أراد وحاول أن يصحح صورة فهم الإسلام ويكشف وجها آخر لحضارتنا في الغرب ويوضح للقاصي والداني أن بلداننا ليست أوكارا للإرهاب، بل أنجبت الحضارة الإسلامية أفكارا وفلسفة استفاد منها الغرب في بناء مشروعه الحضاري، كما يقول أركون نفسه، وحُورِب في الغرب كما حاربه أبناء جلدته، وذلك يدل على أنه ليس مجرد ناقل للفكر الغربي من دون إضافات منه، كما أنه لم يركن إلى التراث فحسب، بل فهم أن العالم العربي لن يصحو من سباته إذا لم يفتح النافذة ليصل إليه نسيم أفكار جديدة، وهو أراد أن يقنع الجميع بأنه ليست هناك حضارة نقية في التاريخ، إنما لا تظهر الحضارة الجديدة ولا يمكن الاستنهاض من الغفوة والخروج من نفق الانحطاط من دون الانفتاح على كل الروافد الحضارية.

كه يلان محمد - العراق [email protected]