فشل الصفقة

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «مصر والخلاف مع الولايات المتحدة»، المنشور بتاريخ 18 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: لو لم تكن إسرائيل في الصورة لما كانت هناك حساسية للنظام المصري تجاه ما تفعله واشنطن، فأميركا تلوح بالدرجة الأولى باستخدام يدها الطولى في المنطقة، وهي إسرائيل، حتى قال نتنياهو بالأمس القريب إن إسرائيل أخطأت لعدم استخدامها ضربة استباقية قبل 6 أكتوبر لإفشال الهجوم المصري قبل وقوعه، يقول ذلك تزامنا مع التصعيد الأميركي ضد مصر، بينما مصر منشغلة بحرب ضروس على أرض سيناء ضد الإرهاب الذي يتبنى الموقف الأميركي بحذافيره! كل ذلك يطرح التساؤل التالي: ما الذي جمع هؤلاء في خندق واحد ضد مصر دولة وشعبا؟ وأول هؤلاء بالطبع الإخوان المسلمون. ما الذي كان يُدبّر في الخفاء بين «الإخوان» والأميركان؟ وكيف يتبنى الأميركان والإرهاب موقفا واحدا ضد دولة لها ثقلها في المنطقة؟ الأحداث من قبل ومن بعد يناير2011 تقول إن «الإخوان» أبرموا صفقة مع الأميركان تفتح بموجبها سيناء أمام الفلسطينيين ليستوطنوا فيها، وذلك تحت غطاء الدولة الإسلامية الواحدة، وعاصمتها القدس، مما يمهّد لقيام الدولة اليهودية، ولكن ثورة 30 يونيو جعلت تلك الصفقة هباء منثورا، والأميركان يحاولون استعادتها بكل السبل، ولا يكون ذلك إلا بإعادة «الإخوان» للحكم، كما يتوهمون.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]