أميركا وموقفها المتردد

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «هل تم تجنب الأزمة في سوريا؟»، المنشور بتاريخ 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: سياسية أميركا تجاه الأزمة في سوريا تتغير كل ساعة كما يتغير الطقس في شهر فبراير (شباط)، فتارة ومن أعلى سلطة فيها يقول إنه على بشار الأسد التنحي والرحيل، وتارة على لسان وزير خارجيتها يثني على تعاون الأسد في مسألة الكيماوي، وتارة يتراجع ويصحح كيري ما قاله، إن ذلك لا يعني بقاء الأسد في السلطة، وتارة أخرى يقول كيري إن إعادة انتخاب الأسد ستطيل أمد الحرب في سوريا والأسد بنظامه المجرم يطل بكثرة على قنوات الإعلام التابعة له ولإيران ليقول إنه لا يرى مانعا من ترشحه للانتخابات المقبلة، وكأنه قد وصل إلى الحكم عن طريق الانتخابات من الأساس، وليس عن طريق التوريث وتزوير الدستور السوري بقوة الإرهاب والرعب، إذن أميركا لم ولن تقدم أي شيء لحل قضية الشعب السوري بل كان تلكؤها رسالة فهمها الأسد ونظامه في استمرارهم في مزيد من القتل والإجرام، وهذا ما حدث حتى وصل به إلى استخدام السلاح الكيماوي. أميركا لم تفقد مصداقيتها كما يقال بل فقدت في رأيي دبلوماسيتها الخارجية المتذبذبة والمتناقضة في بعض الأحوال، فهل يعقل أن وزير خارجية أكبر دولة يتناقض كلامه وتتغير تصريحاته في كل مرة؟

موسى كمال - فرنسا [email protected]