* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «محاضرات الموانئ»، المنشور بتاريخ 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: أجمل الرحلات هي البحرية الطويلة على سطح واحدة من تلك السفن. إنها نموذج اجتماعي ومعرفي بهيج لممارسة الحياة، وكيف يجب أن تكون أنت وهي عليه، فرصة مثالية للمراجعة والتأمل، حلم مهدت له ولم أحققه، أطول سفراتي البحرية ليلة واحدة بين النرويج والدنمارك، عداها ساعات بين النرويج والسويد وبين جزيرة الخزيرات الإسبانية ومدينة سبتة المغربية المحتلة، لكننا لا نستطيع أينما وضعتنا أن نفرح ونتجلى كما نراقب ونستشف من سلوكهم وكم هم شفافون ومختلفون، يتبارون خفافا كالطيور على الرقص والمرح وباقي المسرات، وأنت وسطهم تشعر، وقد يلحظون ويشعرون بمشاعر الفضولي الدخيل، من الذي أتى بك إلى هنا؟ كوابح الأعراف والناموس تشلنا عن استغلال أجواء الفرح بعفويتهم وبراءتهم، والموروث يشدك لمرصد دوني، تتابع منه بعيون قادحة واحدة أو أكثر، وتفكر بطريقة تنتزع بها نفسك من كوابحك أو تتصنع التحرر منها، وإذا هي انتبهت لاهتمامك بها وأقبلت عليك متهللة تعرض عليك مرافقتها، تعتذر لها بنبرة تشي باستنكار.
منذر عبد الرحمن - النرويج [email protected]