إعادة أعمال العقل

TT

* تعقيبا على مقال هاشم صالح «باريس بعد غياب طويل!»، المنشور بتاريخ 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: إن صفة المفكر لا تجرد الإنسان من صفاته الأخرى وهو سيظل كائنا له مشاعر وتصورات، ربما لا تختلف كثيرا عن تصورات إنسان اختار مهنة أخرى غير العمل بالثقافة وهموم الفكر. لذلك أرى أن اقتراح «كوجيتو» جديد وهو «أنا أغازل إذن فأنا موجود» ليس إلا إضافة إلى تلك الصيغ التي تكشف طبيعة الإنسان، لأن هذا الكائن الذي انفرد باستخدام العقل لا يفتأ بحاجة إلى التعبير عن عواطفه ومشاعره الدافئة، ولا بد أن يكون متوازنا في التحكم والموازنة بين العاطفة والعقل، وإلا سيجرفه العقل متناسيا عواطفه ومشاعره ويتحول إلى آلة، وإذا نسي العقل فسيحرم نفسه من متعة الإبداع.

نحن في هذه المرحلة نحتاج لمن يعلمنا مهنة التفكير وتوظيف العقل لكي نخرج من ذلك الطور الذي سماه جورج طرابشي بطور الاستقالة من التفكير، فنسمع أن في باريس يكرم أحد أبرز المفكرين الذي عالج في أعماله أزماتنا، لعلنا نجد ضوءا في آخر النفق وهو محمد أركون. ولكن مع الأسف نحن لا نقدره ولا نستفيد من محاولاته.

كه يلان محمد - العراق [email protected]