في مواجهة الإرهاب

TT

* تعقيبا على مقال مشاري الذايدي «تعايشوا مع الإرهاب!»، المنشور بتاريخ 28 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: لن نستطيع في رأيي مواجهة الإرهاب باسم الدين إلا بفصل الدين عن الدولة، لأن هذا الخلط يضعف من عزيمة الدولة، لأن الشريك في الحكم يطالب بحصته وحصانة لنفسه ولأتباعه فيصير لهم حرية الحركة والمقدرة على هدم التحرك ضد الإرهاب قبل تفعيله، ويعتقد المسؤول خطأ أنه قادر على الإمساك بمفاتيح اللعبة، فعلى سبيل المثال لعب الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بتلك اللعبة الخطرة ورغم أنه رأى سلفه السادات يقتل أمام عينيه من التيار الذي رعاه وأطلقه ولم يتعظ، فعاد يلعب نفس اللعبة وعقد اتفاقا غير مكتوب بأن يتركوا له الحكم، بينما أطلق لهم الشارع وبعد أن تمكنوا من الأمور أصبحت إزالته مبارك من حكمه سهلة، فرأينا الحكم القوي ينهار بسهولة، فهؤلاء لا يقبلون أن يصيروا شركاء في وطن، بل يريدون أن يكون لهم عبيد وخدم يحركونهم كما شاءوا طمعا في حجز مكان لهم بالجنة فيتحملوا أن تتحول أوطانهم لجهنم انتظارا لجنة موعودة فتصبح مهمة محاربة الإرهاب ضربا من المستحيل.

د. ماهر حبيب - فرنسا [email protected]