منهج التطرف

TT

* تعقيبا على مقال آمال موسى «السلفية الجهادية وخروج (النهضة) من الحكم»، المنشور بتاريخ 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: المواطنون التونسيون يجمعون الإسلاميين جميعا في سلة واحدة، ويحملونهم جميعا أخطاء أي فصيل منهم، فلا فرق عندهم بين إخوان وجهاديين، طالما أنهم يتصرفون سواء باسم الإسلام، وهم في رأيي مصيبون في نظرتهم تلك لانحراف هؤلاء جميعا عن روح الإسلام، فأعتقد أن خطاب الغنوشي مثلا للجهاديين تحريض ضد الجيش الذي وقف وقفة تاريخية إلى جانب الشعب التونسي في ثورته التي سرقها «الإخوان». إنه يحرض هؤلاء الشباب بتنبيههم إلى أنهم قد يواجهون هذا الجيش يوما ما، ويجهزهم ليكونوا عونا لـ«الإخوان» في مواجهته، كما يفعلون اليوم في مصر لنصرة «الإخوان»، كما أن كلامه عن العلمانيين يؤكد أن «الإخوان» إقصائيون لا يقبلون مشاركة الآخرين لهم سياسيا، على الرغم من أنهم مثلهم يدعون إلى نظام ديمقراطي، وإنما هي أثرة ورغبة في حرمان الآخرين من مباشرة حقهم في ممارسة العمل السياسي ومنافستهم على حكم البلاد. لقد فات هؤلاء أن المنتمين فكريا لـ«القاعدة»، وربما تنظيميا أيضا سيكونون أعداء لهم في النهاية، لأنهم يؤمنون بأن الديمقراطية كفر؛ يكفرون من أخذ بها، ويجمعونهم جميعا في سلة واحدة بمن فيهم من «الإخوان». اعتقاد صحيح، ولكن منهج هؤلاء أشد انحرافا وإساءة للإسلام.

أكرم الكاتب - أميركا [email protected]