السخرية من المصائب

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «معرض (في الموسم).. الأقفاص الحديد»، المنشور بتاريخ 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: هل نحن جميعا نعاني من نقص الحديد (الأنيميا)؟ ماذا يعجبكم فيمن ضحك في حفل تأبين أو أثناء جنازة عجيبة وفي لحظة دفن الميت، فلا الأرض تقبل الجثمان ولا الأحياء اتفقوا على من يخلف صاحبه، وجميعهم مختلفون بشدة في توزيع التركة من المناصب، مختلفون إلى حد صار معه باطن الأرض فيه نصيب لهم من التركة أفضل من ظهرها؟ ولو استطاع هؤلاء لأكلوا قضبان الحديد ومن وراءها ليعوضوا ما عندهم من نقص الحديد، كما يأكل السوريون القطط والكلاب اليوم. هل باسم يوسف يفعل غير السخرية والضحك أثناء ذلك المشهد المأساوي المرتبك فيزيده ارتباكا ويهدد بانهياره على رؤوس المساكين؟ صبرا حتى يكون هناك رئيس ونظام حاكم ثم نحكم، وكأننا نفرح بالنكبات لنجعلها نكات حبا في الضحك! فما بين حربي النكسة والانتصار كان المصريون ينكتون لتسكين آلام قلوبهم وليغسلوا عنها بدموع الضحك ما عجزت دموع البكاء عن إزالته من عار الهزيمة وأحزانها. ما الذي فعله باسم؟ في رأيي نكت ومصر تنزف ليفسد محاولة إنقاذها.

أكرم الكاتب - أميركا [email protected]