الإخلال بتوازنات المنطقة

TT

* تعقيبا على مقال علي سالم «الروس يعودون»، المنشور بتاريخ 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: قاعدة دفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما ينبثق منها تحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، قاعدتان فقهيتان على ضوئهما يمكن تفسير التوجه الجديد لمصر نحو روسيا، وروسيا غير الاتحاد السوفياتي الذي كان يتلكأ في تزويد مصر بالسلاح النوعي الرادع لأنها ظلت تدعو إلى القومية العربية وأبت أن تصبح منبرا لنشر الشيوعية في المنطقة. روسيا اليوم مسيحية مثلها مثل أميركا، وعائق الشيوعية منتفٍ تماما اليوم. لنقل إن السادات كان مفرطا في التفاؤل عندما ظن أن أميركا ستزود مصر بالسلاح على قدم المساواة بإسرائيل، أو عندما قال إن حرب 73 آخر الحروب، لقد كان إنجازه إنجاز اللحظة بكل ملابساتها، ولكننا اليوم في عصر جديد تغيرت فيه ملامح العالم بأسره، وأكثر ما أصابه من تجاعيد في منطقتنا العربية، وما كان جائزا بالأمس لم يعد كذلك اليوم، فأميركا نيابة عن إسرائيل قفزت بعيدا عن «كامب ديفيد» وأرادت انتزاع سيناء بمعونة «الإخوان» بمسلسل الدولة الإسلامية الواحدة التي عاصمتها القدس لتكون وطنا قوميا للفلسطينيين لتقيم إسرائيل دولتها اليهودية في فلسطين بعد إخلائها من أهلها، وإدخال روسيا اليوم في المعادلة يحقق توازنها لصالح مصر.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]