العمل الروائي

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «العمل الروائي ليس خبرا صحافيا»، المنشور بتاريخ 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: كأنك اليوم توجه نصيحة مباشرة لي سيدي، ها أنا أكتب إليك وأنا غارق في خضم بركها وتياراتها التي تجرني للأعماق وكأني سأنتهي فيها ولا أنتهي منها، ورطة كبيرة كان عليّ أن أجرب في قصة قصيرة، منذ ثلاث سنوات أكتب فيها، لا أشعر بما حولي، أكتب من الصباح للصباح، كلما تدهور نظري وصحتي العامة هجرتها أشهرا ثم أعود إليها، يحز في نفسي أن يذهب جهدي المضني فيها هدرا، تهزمني وحين أعيد قراءتها أعيد كتابتها، أعدت كتابتها ثلاث أو أربع مرّات، صرت أخجل ممن كنت أقيس نبضها فيهم، يسألونني عنها وعن مآلها فيتأسفون، يجدونني هجرتها، كدت أصرف النظر عنها، أراها سخيفة أحيانا بل وفكرة أن تكون لك رواية، ما المعنى وما الجدوى، لكنني قبل أيام عدت إليها وعاد لي دوارها بسبب الضوء والتركيز والسهر، منذ سنتين وأنا أراوح عند الخاتمة، كلما هممت بختمها أعدت كتابة الرواية من جديد، إذا حرصت على البناء اللغوي للجملة وعناصر الإبهار فيها تفقد مزية السرد وتتيه في الحبكة وهكذا تراك في الرواية كزجاجة مشروب استفرغها بحار وقذف بها في عرض البحر تحملها الأمواج للجرف أو تغرقها، إذا أهملت صحتي ربما سترى النور، يقولون شيقة تشد لكنني...!! منذر عبد الرحمن - النرويج [email protected]