هل الصادق المهدي هو أول من أدخل الديمقراطية إلى السودان؟

TT

ردا على ما كتبه د. محمد احمد عبد الله بتاريخ 2000/9/10، تحت عنوان «الصادق المهدي شمولي النزعة ولا يؤمن بالديمقراطية»، اقول بأنه يتضح ومن الوهلة الاولى عند قراءتي لما كتبه الدكتور، بأنه قد تحامل كثيرا على شخصية الصادق المهدي، وانه ليس لديه من الدلائل والقرائن التي تثبت حقيقة افكاره الغريبة هذه، وانه يكفي الصادق المهدي انه قد قضى اكثر من نصف عمره اما مسجونا او منفيا دفاعا عن الديمقراطية، علما بأنه كان يكفي لأي حكومة عسكرية تأييد حزب الامة فقط لكي تضمن الاستمرارية في حكم السودان، لما لحزب الامة عامة وللصادق المهدي خاصة من ثقل شعبي وحضور اقليمي وعالمي لا يختلف عليه اثنان، وكذلك لايمان حزب الامة وعلى رأسه الصادق المهدي، بأن النظام الشمولي لا يصلح كنموذج قابل لتطبيقه كنظام حكم في السودان لفشله عمليا خلال نصف قرن من الزمان وابان ثلاث حكومات عسكرية حكمت السودان وذلك نسبة للتعددية التي يعيشها اهل السودان وفي كل المناحي، وللفطرة التي بنيت عليها تركيبة الشعب السوداني، ولايمان حزب الامة بأن السودان لجميع السودانيين شماله وجنوبه، ولمختلف اعراقهم ومعتقداتهم والذين يمثلون الوان الطيف التي تتعايش في وئام جنبا الى جنب لتشكل تلك التركيبة وذلك التجانس البديع الذي يسمى بشعب السودان.

لذلك ليس من المنطق في شيء ان تدعي يا دكتور بأن الصادق المهدي هو شمولي النزعة ولا يؤمن بالديمقراطية، بل على النقيض تماما فالصادق المهدي اليوم يعتبر في نظر جميع افراد الشعب السوداني والعالم اجمع هو الاب الروحي للديمقراطية في السودان، وان صفة الشمولية والديكتاتورية اصبحت هي صفة يتصف بها العديد من السياسيين في الساحة السودانية اليوم، وقد انكشفت الاقنعة وزالت الضبابية وتمايزت الصفوف، وكان الأحرى بك ان توجه اتهامك هذا لاحزاب بعينها تبنت العمل الشمولي والدكتاتوري والتسلط على مقدرات شعب السودان واصبحوا يفتخرون بامتهانهم المشين لكرامة الشعب السوداني وفي وضح النهار.