إهمال الزراعة في العراق

TT

* تعقيبا على خبر «المالكي يتهم سياسات النظام السابق بعزل العراق عربيا ويربط الأمن القومي بالغذائي»، المنشور بتاريخ 15 ديسمبر (كانون أول) الحالي، أقول: إذا كان هناك قطاع متخلف ومهمل في العراق فهو قطاع الزراعة تحديدا، وهذه الشعارات والتصريحات التي تطلق في المؤتمرات وخاصة الإقليمية والدولية تتكلم عن أرقام وهمية ليس لها وجود على أرض الواقع، حيث يعلم الجميع حتى من غير المتخصصين في هذا المجال أن الزراعة مرتبطة بالإنسان والأرض، فلا الإنسان الفلاح الآن موجود ولا الأرض الزراعية الصالحة موجودة، فبموجب التغيرات الطائفية التي سادت البلاد منذ الغزو الأميركي، تبدل حال الكثير من الفلاحين وأصبحوا بموجب معادلات الاستحواذ على الأراضي مالكين لأراضي ليست لهم، وعوضا أن يقوموا بزراعتها، فإنهم تحولوا إلى تجار وأصحاب ملايين ومالكين للعقارات في الداخل والخارج، والأسواق العراقية الآن تشهد أنواع الخضراوات المستوردة التي يقوم الفلاحون أنفسهم باستيرادها لأن تكلفة الزراعة عالية، وتنعكس سلبا على أسعار البيع مما يحدو بالمواطن إلى شراء المستورد، وهذا الحال نفسه مع الصناعة والري وغيرها من القطاعات، أما الحديث عن سياسات النظام السابق فلا نريد الدفاع عنه، لأن إحصائيات الأراضي المزروعة كفيل بذلك.

د. نمير نجيب - العراق [email protected]