مهمة المثقفين

TT

* تعقيبا على مقال هاشم صالح «متى سيظهر فولتير العرب؟»، المنشور بتاريخ 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: المثقف ليس مجرد شخص يصدر الأعمال الفكرية أو يكون بليغا في الكلام يلقي الخطب ويدبج المقالات، إنما هو صاحب مشروع نقدي يحاول من خلاله تفكيك تلك البيانات التي تنتج التعصب والعنف، ويقارع الآراء التي تسعى إلى احتكار الحقيقة. هناك من يتصور أننا في عصر الفضاء المعلوماتي ولم تَعُدْ هناك مساحة للمثقف ليعالج الإشكاليات الوجودية والفكرية بل إن دوره أصبح هامشيا على كل المستويات، غير أن هذه الرؤية لدور المثقف يجانبها الصواب أحيانا، لأن المجتمعات ولو بلغت مستويات متقدمة من الرقي الحضاري والتطور العلمي لا تخلو من النزعات المتعصبة والمشكلات التي تكون مرتبطة بطبيعة حياة الإنسان، لذلك كما أن في عصر فولتير وروسو قد اكتسب مفهوم المثقف الجريء أهمية كبيرة، كذلك في عصرنا لا يمكن إعلان استغنائنا عن دور المثقف، فعلا لا يجوز أن نخلع عليه رداء القديس فهو يحتاج لأن يكون متواصلا مع شرائح المجتمع ويقارب مشكلاته عبر مشروعه الفكري، ونتصور لو قام نخبة من المثقفين بمهام التنظير والتشخيص في مجتمعات الربيع العربي قد اتخذت الثورة مسارا آخر وفتحت آفاقا أوسع.

كه يلان محمد - العراق [email protected]