حزب الله والحياة السياسية

TT

* عن خبر «الرئيس اللبناني: إشارات إيجابية وصلت من الحريري للمضي في حكومة جامعة»، المنشور بتاريخ 11 يناير (كانون الثاني) الحالي، أرغب في التوضيح بالقول أيهما أخطر بغض النظر عما اقترفه النظام السوري من جرائم بحق لبنان من اغتيالات ونهب وترهيب وتخريب للمؤسسات الأمنية والإدارية والاقتصادية، على أيدي مرتزقة حزب الله وأتباعه؟ فإن الجرائم التي ارتكبها هؤلاء بحق الشعب السوري تفرض نفسها حدثا دمويا أسود لا يمكن تجاوزه زمنيا، لأنه يرتبط بحقوق الشعب السوري وبدولته المقبلة، كما يرتبط بمحاكم دولية لجرائم الحرب، ولا يمكن للبنان وسلطته الراهنة أو المستقبلية إنكار هذه الحقوق المترتبة على مشاركة هذا الحزب في مجازر في سوريا، ولا يمكن للبنان بصفته سلطة أن يغير قرارات العدالة الدولية التي ستفتح عاجلا أم آجلا صفحات ملف تلك المجازر، وسيكون من الخطأ أن يقبل العقلاء بمشاركة حزب الله في الحكومة.. هذا على المدى البعيد، أما على المدى القريب، فإن إشراك حزب الله في الحكومة الجديدة، سيعطي السوريين سواء أكانوا جهاديين أم لا، مشروعية أن يقاتلوا من يقاتلهم، وسيكون من يقاتلهم في هذه الحالة الدولة التي سيمثل فيها نصر الله ومقاتلوه، فعلى اللبنانيين أن يعوا أن إشراك القتلة في الحكم أكثر خطورة من الفراغ الدستوري.

يوسف عبد الرحيم - فرنسا [email protected]