مآسي الحروب

TT

* أود أن أقول بخصوص مقال خالد القشطيني «بسالات الحرب العظمى وحماقاتها»، المنشور بتاريخ 17 يناير (كانون الثاني) الحالي، إن كل قصص الحروب تترك أثرا بنفوس أصحابها ومن يقرأها يكون وقعها عليه أكثر من كان يحارب في ساحات الوغى. فالكاتب يتكلم عن حرب قرأ عنها أو تابع آثارها، فكيف حالنا ونحن بطريقنا إلى جامعاتنا نرى الجثث في صندوق سيارة نقل صغيرة «بيك آب». الحروب ليست بالضرورة تكون أسلحة حديثة ولا بالكيماوي بل هناك حروب أشد وقعا على نفوسنا ، والعراق مثال حي. نحن لم نشعر بالصاروخ عند سقوطه لأننا فورا نسمع بالموت وهو ينادي، أما الحروب الطائفية بين أبناء الوطن الواحد فهي أشد وأقوى من كل الأسلحة. قبل فترة وأنا أتابع أحد الأشخاص من الجيش السوري يحاور زميله من المعارضة سمعته يقول له: ألا تتذكرني؟ أنا فلان ابن فلان ابن حارتك. هم أهل وجيران وأصدقاء، وفي ليل حاك بعضهم قميص مسخ جعل من هؤلاء الشبان أعداء، هذه هي الحرب الحقيقية التي لا يمكن أن ننساها طوال حياتنا لا نحن أو السوريون لأننا نرى ما عشناه طيلة الـ10 سنوات بسوريا الآن.

ميلاد يوسف - أميركا [email protected]