مهمة المفكرين

TT

* عطفا على مقال هاشم صالح «مع فولتير»، المنشور بتاريخ 17 يناير (كانون الثاني) الحالي، فمن وجهة نظري أن السخرية والفكاهة هي آلية لمواجهة الظروف المعتمة التي تتسم بجهامة واكفهار وتنتشر فيها مظاهر التطرف والانسداد الفكري، في ظل هذا الوضع لا تنفع الأفكار والفلسفات إذا لم تكن مطعمة بالفكاهة، لذلك فنحن لسنا بحاجة إلى المفكرين فحسب لنخفف من وطأة هذه المرحلة الكئيبة بل نحتاج إلى الكتّاب المسرحيين والفنانين الذين يتناولون الواقع المرير ويكشفون مآسيه بأسلوب ساخر، وبذلك يتنبه الجميع إلى ضرورة التحول والتغيير، إذا ظلت الأفكار في دائرة مغلقة ستختنق ولا تتحول إلى قوة دفع لتحريك الواقع الراكد، لذلك فلا بد للمثقفين أن ينفتحوا على واقعهم ويبحثوا عن لغة يستوعبها الجميع، ومن يتصور بأن الأفكار العظيمة دائما تحتاج إلى اللغة المقعرة والصعبة فهو قد فهم مهمة المفكر على أنها أمر استعراضي وتفنن في استخدام الكلمات، بينما الفكر تتمثل وظيفته في محاولة الانتقال بالمجتمع من مرحلة إلى أخرى.

كه يلان محمد - العراق [email protected]