الفكر الطائفي

TT

أود أن أعلق على مقال هاشم صالح «نحن والثقافة الدينية»، المنشور بتاريخ 14 فبراير (شباط) الحالي، بالقول إنه في تصوري أن الإعلام سلاح ذو حدين قد يكون أداة للتقارب بين الشعوب والطوائف وربما يتحول إلى وقود لإدامة النزاعات المذهبية، فهناك بعض قنوات فضائية تبث برامج دينية إرشادية وتساعد المشاهد على معرفة المزيد عن دينه وتتجنب الحديث عن الاختلافات المذهبية فاتخذت اتجاها إيجابيا في عملها وبرنامجها، ولكن بالمقابل نصادف وجود فضائيات عندما نشاهدها ونسمع من يتحدث فيها نكاد لا نصدق أن المتحدث ينتمي إلى هذا العصر؛ فكلامه يؤدي إلى تعميق الهوة بين المجتمعات الإسلامية ويهيئ التربة لظهور مزيد من التيارات المتعصبة، وما نسمعه هو محاولة إقناع المشاهد بأن أتباع المذهب الفلاني قد مرقوا من الدين كما يمرق السهم من القوس، طبعا هذه المشاجرات وكيل الاتهامات على الشاشة ستكون لها تداعيات خطرة على أرض الواقع في وقت تصل فيه الأمم الأخرى إلى مستويات متقدمة من الإنجاز الفكري والعلمي، فنحن نستعيد صراعات تاريخية، وكل إنجازاتنا عبارة عن التفنن في تدمير مستقبل أجيالنا، لذلك فإن توعية كل فرد على المستوى الديني أمر ضروري من أجل قطع الطريق أمام كل من يريد تعبئة مجتمعاتنا بشحنات طائفية.

كه يلان محمد - العراق [email protected]