استنساخ التجربة الإيرانية

TT

* أود أن أعلق على مقال طارق الحميد «أوباما والمزيد من تطمين الأسد!»، المنشور بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي، بالقول إن الروس الآن يستنسخون ما تفعله إيران في سوريا بمباركة من أوباما، واليوم قد حلت بركاته بالقرم. من كلام أوباما نستنتج أنه لن يتدخل في الأزمة الأوكرانية أسوة بما فعله في الأزمة السورية، ليس لأن الغريم هذه المرة وحش نووي مثله تماما، ولكن لأنه يستثمر نكبات الشعوب في إرهاق غرمائه، فكما أنه ينظر إلى مأساة الشعب السوري على أنها فرصة لتشتيت الإيرانيين وإضعافهم لتوريط حزب الله في مستنقع الإرهاب في لبنان فسوف ينظر إلى الأزمة الأوكرانية على أنها إغراق للروس في مياه البحر الأسود مما يضر بمصالحها الاستراتيجية فيه. أوباما في رأيي تدخل في الأزمة السورية سلبا عندما حظر تسليح المقاومة السورية مع بداية الثورة وعندما تقارب مع إيران لحظة وجودها داخل الأراضي السورية تقاتل جنبا إلى جنب بجوار الأسد، وعندما رفض تصنيف حزب الله والجماعات العراقية الشيعية فصائل إرهابية بعد تدخلها، وقتلها الأبرياء في سوريا أسوة بتصنيفه «داعش» وجبهة النصرة فصائل إرهابية. الكيل بمكيالين داء الإدارة الأميركية الحالية، فهي لا تنظر إلى نكبات الشعوب إلا من منظور مصلحتها الخاصة المتجردة من أي بعد إنساني.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]