أرباب العمل

TT

أود أن أعلق على مقال سمير عطا الله «نظم غيبوبته كمؤسسة ودخلها كمشروع»، المنشور بتاريخ 27 مارس (آذار) الحالي، بالقول إني أشعر اليوم بأن مسافات ضوئية تفصلنا عن أولئك الرجال المخلصين من أرباب المهنة، فقد كان رئيس أو مدير التحرير يتابع أدق التفاصيل المهنية في كل الصفحات، ثم يؤجل المانشيت حتى الفجر، وهناك من كان يضطره حرصه المتناهي إلى أن يواسي حارس الجريدة الليلي في وحشته، ينام في الجريدة، حتى أخطاء السهو والنحو البسيطة ما كانت تغتفر، يساءل عليها الصحافي لمجرد أن تكتشف يوم النشر. كانت مثل تلك الأخطاء البسيطة التي تمر على القارئ البسيط، عدا المختص، تبعث على الأسف، جريدة غنية الموارد ولها صيت كنت أتابعها، ظنا مني أنها تضم وستضم، قادرة بإمكاناتها المالية على الاستقطاب والضم لأحسن الكفاءات، لكني بعد حين صرت أحس، مما تشي به مزريات مهنية ظاهرة، أنها متقشفة ومنخورة من الداخل، رئيس تحريرها الشاب مشغول بمجده الشخصي والقرارات المركزية التي تظهر سلطاته لآخر مدى سلبي، هاجسه الصور التذكارية مع الرؤساء. تردت أوضاع الجريدة ونفر قراؤها ولا يعني الرئيس غير صورة تذكارية باسمة مع رئيس وكأنه صديق.

منذر عبد الرحمن - النرويج [email protected]