أود أن أقول بخصوص مقال ميشيل كيلو «وجود الأسد يتعارض مع وجود الشعب»، المنشور بتاريخ 7 مايو (أيار) الحالي، إن وجود الحكومة القادرة على السيطرة على البلد سواء ديكتاتورية أو غير ديمقراطية لا يتعارض مع وجود الشعب، بل إن الشعب من دون دولة هو مجموعة من اللاجئين والمشردين الذين يعانون البرد والجوع والفقر والضياع بينما الساعون للحكم يتنقلون بين بلدان العالم في أفخم الفنادق تحت رعاية دول لا يهمها أن يتحول الشعب السوري لمجموعة من القتلى والشهداء واللاجئين، بل كل ما يهمهم أن يكونوا على رأس الحكم بديلا للأسد، إن وجود الأسد على رأس دولة ديكتاتورية في بلد مستقر أمنيا واقتصاديا لأفضل من بلد يسمي ما يحدث بالثورة بينما الواقع يقول إنها حرب أهلية لن يخرج منها أحد فائزا ولو كان من يقومون بتلك الثورة وطنيين لفضلوا أن يظلوا معارضين مضطهدين عن أن يروا بلدهم ولم يبق بها بناء لم يهدم ولم يبق منها مواطن سوري وقد تأثرت حياته، ولم تعد سوريا بلدا بل ساحة تنهشها «داعش» و«النصرة» و«القاعدة» ومن يسمون أنفسهم بالجيش الحر مضافا إليهم النظام الذي يدافع عن وجوده ووجود الدولة التي لم يعد بها شعب ولا حكومة.
د. ماهر حبيب - فرنسا [email protected]