تحريض

TT

حول خبر «مجلس العموم يحذر من الأعداد المتزايدة للبريطانيين الذين يقاتلون في سوريا»، المنشور بتاريخ 10 مايو (أيار) الحالي، أود أن أوضح أن الغرب يتعامل مع أعراض ظاهرة الإرهاب دون الاقتراب من مسبباتها والتعامل معها، فهل يفلح علاج الأعراض وحده؟ فالإرهاب في رأيي نشأ كرد فعل ما حصل في حق شعوب المنطقة العربية، وعجزها عن الدفاع عن نفسها: وعد بلفور وقيام دولة إسرائيل على أشلاء شعب، ثم الاستمرار في دعم هذا الكيان القائم على القوة والعدوان على حساب شعوب المنطقة، حروب 48 و56 و67، وأخيرا جاءت حروب لبنان وغزة رغم ملابساتها المريبة لتمثل بفظائعها المادة الخام الغنية لمروجي الإرهاب لنشر خطابهم التكفيري وتجنيد صغار السن عن طريق ابتزاز مشاعرهم الدينية من منطلق تحرير القدس وأرض فلسطين من براثن إسرائيل، ولكن ما إن يقعوا في الفخ حتى يتم إرسالهم بعيدا عنها، ليمارسوا القتل والتفجير في نفس البلدان المسلمة التي تكتوي بنارها! ثم جاء موقف الغرب المتخاذل من الثورة في سوريا ليفتح الباب على مصراعيه أمام الإرهاب، حتى أصبح يهدد أبواب الغرب نفسه. خير وسيلة للقضاء على الإرهاب هي حرمانه من خطابه التكفيري المحرض بإنصاف تلك الشعوب المضطهدة، فذلك يفند خطابه الدعوي المحرض ويفقده القدرة على الجذب ويجفف منابعه.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]