تضارب

TT

بخصوص خبر «انخفاض أعمال العنف في العراق بعد الانتخابات»، المنشور بتاريخ 10 مايو (أيار) الحالي، أرى أن العراقيين لا يعلمون ما هي العلاقة التي تربط البرلمان العراقي بالحكومة العراقية، هذا إذا افترضنا فعلا وجود حكومة وبرلمان بالمعنى الحقيقي فعلا. لجان البرلمان في رأيي تعمل في واد ووزارات الدولة في واد آخر. أعضاء اللجنة الأمنية في البرلمان يغردون بتصريحاتهم بأنغام وسيمفونيات يختلف إيقاعها عن سيمفونيات وزارتي الداخلية والدفاع والأجهزة الأمنية التي تمسك بزمام الأمور وهي التابعة للمالكي شخصيا، فكل يضع الخطط التي تناسبه، وكل ينفذ على طريقته، وبالنتيجة.. ما أسهل على المجاميع المسلحة أن تؤدي دورها في إسالة دماء العراقيين بكل سهولة ويسر. من الطبيعي أن اللجنة البرلمانية الأمنية ليس لها علم بخطط الداخلية والدفاع والأمن، لأن هذه التشكيلات تابعة للمالكي، وهي محصورة في المقربين منه، ولا يمكن والحالة هذه أن تطلع اللجنة البرلمانية على تلك الخطط لأنها تضم شخصيات من السنة، وهم في تقدير المالكي كما يتردد لا يسمح لهم بأن يطلعوا على تلك الخطط التي هي خطط إيرانية أصلا. هذه هي المهزلة التي يعيشها الواقع العراقي. تتصاعد الانفجارات بقرب الانتخابات ثم تنحسر فجأة لأن زعماء الميليشيات ينتظرون النتائج.

د. نمير نجيب - أميركا [email protected]