حقوق

TT

في ما يتعلق بخبر «عزل الأنبار عن العالم الخارجي بالتزامن مع بدء عملية عسكرية في الفلوجة»، المنشور بتاريخ 10 مايو (أيار) الحالي، أرى أن كل سلوكيات وتصرفات المالكي تؤشر بشكل لا لبس فيه إلى أنه يحاول تقليد صدام، وأن عقله الباطني لا يزال يوهمه بأنه يمكن أن يصبح خليفته وبديله. إنها صفات ومواصفات مرض جنون العظمة العضال.. هكذا وبكل سهولة أقنع نفسه بأنه سيستطيع لعب نفس الدور، ويجير البلاد والعباد لحسابه الشخصي! ناسيا بقية المواصفات التي يمكن أن تؤهله ليكون ديكتاتورا، وأولاها الخبرة والتدرج والأهم الكاريزما. نسي أن مهزلة القدر والصدفة وحدهما هما اللذان أوصلاه إلى هذا الموقع، فهدم البلاد وشرد العباد وأساء إلى العراق عامة وإلى الشيعة خاصة، وها هو اليوم يرتكب حماقة أخرى الله أعلم إلى ماذا ستؤدي، وكم هو الثمن الذي سيدفعه العراق جيشا ومعارضة، والطرفان ثمينان لكل عراقي يحب وطنه. هو يتصور أنه سيستطيع تركيع سكان المحافظات الست التي رفضت تصرفاته وسياساته الطائفية الإقصائية، عن طريق جيش كثير العدد سيئ النوعية والتدريب، ناسيا أن المقاومة الداخلية لا يمكن أن تقمع بالقوة العسكرية، وكردستان العراق شاهد على ذلك، فرغم أن الجيش الذي تصدى لها كان قويا ومحترفا، فإن نارها لم تهمد بل عادت للاتقاد في أول فرصة، لو كان لديه عقل وإدراك لالتزم بالحل السحري وهو التفاوض وإعطاء كل ذي حق حقه.

مازن الشيخ – ألمانيا [email protected]