أهواء

TT

عطفا على مقال مأمون فندي («أهل الهوا»)، المنشور بتاريخ 19 مايو (أيار) الحالي، من وجهة نظري أن أهل الهوا حسب التعبير أو سوق عكاظ الجديد حسب الواقع الذي نراه ونسمع فيه ضجيجا ولا نرى طحينا، فقد انفلت سوق الإعلام ليتحول من أداة تثقيف إلى إعلام ملغوم يدمر وينفجر يحرض ولا يبني، إعلام منفلت كلّ بأجندته الخفية والضحية هو المتلقي الذي وثق في هذا الإعلام، ولغياب الثقافة وإنعدام القراءة أصبح الإعلام المسموع والمرئي هو الوسيلة الوحيدة لاستنباط المعلومات فبات المستمع والمشاهد فريسة سهلة لأهل الهوا، لقد شكلت القنوات الفضائية الوقود والنار لإشعال الدول المصابة بنكسة الخريف العربي، ولأن المشاهد قد جرى تحضيره لتكون تلك القنوات مصدرا مشوقا بعيدا عن الإعلام الحكومي الروتيني الفاشل، وبعد أن أشعل الحرائق في كل البلاد المنكوبة استمرأ الأمر وراجت التجارة ورأينا القنوات الدينية تزدهر ورأينا قنوات أخرى تحاربها.

د. ماهر حبيب - فرنسا [email protected]