ركود

TT

أود أن أقول بخصوص مقال وفيق السامرائي «طبخة ما بعد الانتخابات العراقية»، المنشور بتاريخ 23 مايو (أيار) الحالي، إنني أتفق مع الجميع أنه صحيح أن قائمة دولة القانون حصلت على الأكثرية واكتسبت ما يقارب مائة مقعد غير أنها لا تستطيع أن تقوم بتشكيل الحكومة لوحدها بل تحتاج إلى التفاوض مع كتل برلمانية أخرى، لكن ما يعقد الأمر أكثر هو أن معظم الأحزاب السياسية تعترض على بقاء المالكي في منصب رئيس الوزراء لولاية ثالثة، هذا الاعتراض ممتد إلى البيت الشيعي، لذلك الفرصة المتاحة أمام السيد المالكي هي المراهنة على تصدع الكتل النيابية وذلك يحتاج إلى الوقت، لذا فهو المستفيد الوحيد من حالة الركود في العملية السياسية في العراق. نعتقد أن المشكلة الجوهرية في عراق اليوم هي أزمة انعدام القادة، فالعراق يعاني لأنه ليس هناك من يفكر في العراق كوطن يتسع للجميع، بل العقليات كلها منغلقة على كانتونات طائفية ومذهبية، طبعا هناك إرادة إقليمية ودولية لتعزيز هذه العقليات المتكلسة والمتخلفة التي تتسول بالديمقراطية لتعطي الشرعية لنفسها غير أن الديمقراطية بمفهومها الإنساني المتقدم نقيض لتلك العقليات التي تنهش جسد العراق والمواطن العراقي باسم الدين والمذهب والطائفة، الأمر الغريب الذي من الصعب بمكان هو أن العراق يبدو خاليا إلا من هذه الوجوه.

كه يلان محمد - العراق [email protected]