تدويل

بعد قراءتي مقال خالد القشطيني «أصوات للبيع»، المنشور بتاريخ 23 مايو (أيار) الحالي، أود أن أقول: قد يكون هناك تلاعب بأصوات الناخبين في أي مكان في العالم أو بيعها لأن أهمية ذلك غالبا ما تكون نسبية في المجتمعات الديمقراطية المتحضرة، حيث الفروقات بين الأنظمة بسيطة في الغالب، لكن في عراق اليوم وبعد سقوطه المدوي تحت حكم المالكي بسنواته الثماني العجاف لم تقتصر عملية البيع والشراء على أصوات الناخبين فحسب، بل إن كل شيء أصبح عرضة للبيع وبأثمان رخيصة، فاستمرار الضغط والضرب المفرط على مشاعر المواطن جعله يفقد قيمته الإنسانية ويعيش في حالة استسلام لقدره المحتوم، وأصبح مجرد رقم في إعداد الضحايا التي تسقط كل يوم بالعشرات وبشكل شبه مبرمج دون أن يكون هناك حكومة تحمي أمنه وتطارد وتعتقل القاتل الحقيقي وتحاكمه، بل ما يزيد الطين بلة في رأيي هو أن أجهزة الأمن تقوم بإلقاء القبض على أبرياء وتعذبهم ليظهروا أمام وسائل الإعلام ويعترفوا بجرائم لم يرتكبوها وتزجهم في السجون ثم تطالب ذويهم بمبالغ عالية لإطلاق سراحهم، وإن لم يفعلوا تنفذ فيهم أحكام الإعدام الجائرة دون أن تكترث باحتجاجات منظمات حقوق الإنسان. إن الحالة العراقية خطيرة ولا تقتصر على العراقيين، بل قد يتأثر العالم أجمع من تداعياتها وخصوصا دول الجوار.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]