امتثال

TT

بعد قراءتي مقال أمل عبد العزيز الهزاني «انتخابات سادة بلا منافسة ولا ديون»، المنشور بتاريخ 1 يونيو (حزيران) الحالي، أود أن أقول: الانتخابات الرئاسية في مصر هذه المرة تختلف عن كل ما سبقها من انتخابات، وهي في رأيي نوع فريد من الانتخابات، فقد جرت العادة في أي انتخابات مضت أن المرشحين أنفسهم هم الذين يسعون إليها ويتقدمون لخوض عملية المنافسة بينهم، وكل لديه من الوسائل المشروعة وغير المشروعة ما سوف يستخدمه لكي يفوز في المعركة، إلا أن الانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر هذه المرة كانت مختلفة تماما عن سابقاتها، فبالنسبة للمشير عبد الفتاح السيسي، ورغم أنه هو الذي أنقذ مصر من الغرق في وحل الجماعة الإرهابية وأبلى بلاء حسنا في ذلك، فإنه لم يكن طامعا في شغل منصب رئيس الدولة، بل كان زاهدا في أي منصب يختلف عن منصبه وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة وأعلن صراحة أنه لن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية حتى يطمئن المعارضون أن يكون الرئيس رجلا عسكريا، إلا أنه كما تقول الحكمة «الظروف تغير الأحوال»، فالظروف التي تمر بها البلاد، والتي تعرضت خلالها لعمليات إرهابية متعددة في كل مكان، دفعت الشعب إلى أن يستنجد به وأن يطلب منه أن يرشح نفسه لرئاسة مصر في هذه المرحلة الحرجة، وألا يتخلى عنها في هذه الظروف الصعبة، فامتثل الرجل لإرادة الشعب، ولم يرفض له طلبا، بدافع الشهامة والوطنية، وعلى ذلك أستطيع أن أقول: إن المشير السيسي هو مرشح الشعب لأن الشعب هو الذي اختاره وطلب منه، بل وألح عليه، أن يرشح نفسه.

فؤاد محمد - مصر [email protected]