أوهام

TT

بخصوص خبر «مكاسب (داعش) في العراق حصيلة سنوات من الإعداد»، المنشور بتاريخ 17 يونيو (حزيران) الحالي، أرى أن الملاحظ لكل أنشطة جماعات «القاعدة» والجماعات التي تتحالف معها أو تنهج نهجها، أن كل ما تُكبِّر له تلك الجماعات ليس نصرا من عند الله كما يدّعون، وإنما هو انتهاز للصراعات الداخلية في بلاد المسلمين، بالتسلل إلى حيث الفراغ الأمني لاغتنام ما يمكن اغتنامه، ولتحقيق ذلك يسفكون دماء المسلمين، هذا هو منهج «القاعدة» و«داعش»، فهي إحدى جماعات «القاعدة» التي انشق أميرها أخيرا عن قيادة «القاعدة» تنافسًا على السلطة، وما فعلته تنظيم «داعش» في العراق هو استمرار مكبر لجرائم القتل والسلب والنهب في العراق منذ 2003؛ فأول ما فعلوه في الموصل هو السطو المسلح على بنك الموصل لسرقة ودائع العراقيين وأموالهم فيه، وإلى اليوم جماعة «داعش» يعدمون كل من لا يعمل معهم من المسلمين، ويذكرنا انتهاز هذه الجماعة للخلل الأمني الناتج عن صراعات داخلية بما فعلوه في مناطق متعددة من بلاد المسلمين، وفي النهاية ذهب كل ما حققوه من مكاسب مؤقتة مع صحوات شعوب تلك البلاد التي تقهر «القاعدة» بمساندة قواتها المسلحة، وتجبرهم على الهروب كالجرذان، لذلك لا بد من التأكيد على هذه الناحية لكي لا ينخدع أحد بالادعاء بأن ما تحققه أي من جماعات «القاعدة» أو حليفاتها هو نصر من عند الله.

حسان عبد الرحيم - المملكة المتحدة [email protected]