حزم

TT

بخصوص مقال علي إبراهيم «بوريس وبلير.. وبينهما العراق»، المنشور بتاريخ 17 يونيو (حزيران) الحالي، أود أن أقول لقد وصل بنا الحال لنسأل من أين نأتي بصدام آخر للعراق؟ ومن أين نأتي بقذافي آخر في ليبيا؟ إلى آخر قائمة الديكتاتوريين بالمنطقة الذين رغم أخطائهم الفادحة فإنهم حافظوا على وحدة بلادهم وسلامتها بعيدا عن الطائفية والتحزب، ولأن الدول تختلف في طبائع شعوبها وظروفها الجغرافية والعرقية والسياسية، فإن هناك قاسما مشتركا بين الدول الناجحة، أو قل الباقية على قيد الحياة، ألا وهو قوة الحكومة القابضة على الحكم، فحتى أكثر الدول تقدما نجد حكومة قوية تمسك بالقانون وتفرضه على شعوبها مرة بالليونة والسماحة والصوت الهادئ أو بالشدة وغلظة الصوت، إلا أنه في النهاية هناك شعوب تخشى القانون فتطيعه بسهولة فلا تحتاج حكوماتهم أن تبرز لهم الوجه القاسي للقانون، وهناك شعوب ينفرط عقدها وقت أن تشعر بالقوة أو برخاوة الحكومة في تطبيق القانون، وبالنظر لدول العالم سنجد أن الديكتاتورية موجودة وتفرض رأيها بصوت عال، فهناك الصرامة في تطبيق القانون بشكل ديكتاتوري أو أن الحاكم هو القانون الذي يفرض نفسه على شعوب لا تقبل بسلطة القانون وتستهزئ به، وهذا هو الفرق بين دولة حية وأخرى فارقت الحياة.

د. ماهر حبيب - فرنسا [email protected]