ثقافة التهديد

TT

* فيما يتعلق بخبر «المالكي حاول الانقلاب على العملية السياسية فاصطدم بانقلاب مضاد»، المنشور بتاريخ 12 أغسطس (آب) الحالي، أرى أنه لا شك أن أخطاء السياسيين الذين قد تولوا أمور العراق في حقب تاريخية متعاقبة قد أوصلت هذا البلد إلى حالة يمكن وصفها بأنها حالة اللا دولة التي يكون فيها الشخص الأول مسيطراً على كل شيء، ويلعب بمصائر العباد والبلاد، ويزعم أنه يمتلك شرعية التصرف مثلما يشاء طالما لا يوجد بديل له، هكذا كان يفكر الرئيس السابق صدام حسين كذلك السيد المالكى لم يخرج من هذا النسق وثقافة التهديد والوعيد دائما، عندما نتابع مأساة العراق وابتلائه بهؤلاء السياسيين تخطر على بالنا تجربة ألمانيا كيف نهضت من تحت ركام الحرب، واستعادت عافيتها خلال فترة قصيرة، وأعادت اللحمة لأراضيها، طبعاً هناك أشخاص يمتلكون عبقرية صناعة الدولة، وبالمقابل يوجد أشخاص يصلون إلى المنصب الأول في الدولة، ويوظفون موقعهم لخدمة أنفسهم، وينسون مشاكل الناس إلى أن يدب الفساد في مفاصل الدولة ويهلكه، هل يمكن أن نعتبر ما يمر به العراق مخاضا عسيرا لولادة الدولة أو بوادر لتهلهل البلد وسيره نحو نفق تلك الصراعات التي تعمق الجروح وتعطل عجلة التنمية.

كه يلان محمد - العراق [email protected]