هل قدر السودان تلقي الإساءة من أشقائه الأفارقة؟

TT

يثير ما ورد في «الشرق الاوسط» 2001/12/19 منسوبا الى رئيس وزراء نيجيريا الكثير من التساؤلات حول موقف بلاده من السودان، فهو يطلق تارة، المبادرات السلمية لجمع الصف السوداني وايجاد حلول لمشكلة جنوبه، وتارة اخرى يدعو التحالف الدولي لتوجيه ضربات عسكرية له! فما سر هذا التبدل المفاجئ والسريع في توجهات الرئيس اوباسانجو نحو السودان؟ وهل من الحكمة في شيء الجمع بين فكرتين متضادتين! واعني دعوته لضرب السودان بحجة الارهاب، واطلاق المبادرات السلمية لتسوية مشاكله.

يحاول بعض الساسة الافارقة استرضاء الدول الغربية وخطب ودها بأي شكل كان، طمعا في تحقيق مكاسب سياسية، او اقتصادية لبلدانهم، حتى ولو كان ذلك على حساب دول افريقية شقيقة لهم! وهل ضرب السودان عسكريا واعلان حرب عليه وزعزعة تماسكه يخدم استقرار ومصالح تلك الدول؟ ولماذا يحاول الرئيس اوباسانجو ركوب الموجة الدولية المناهضة للارهاب على حساب دولة شقيقة ظلت تحتفظ بعلاقات اخوية متميزة مع بلاده منذ عقود بعيدة! وكيف اكتشف فجأة انه كان يتعامل مع دولة ارهابية، وان عليه ان يبريء ساحته امام المجتمع الدولي؟ ولماذا زج اسم السودان ضمن دائرة الدول الواجب ضربها بدواعي الارهاب، علما بأن اميركا قائدة التحالف الدولي المناهض للارهاب اعترفت في اكثر من مناسبة بتعاون السودان الايجابي مع الحملة الدولية المناهضة للارهاب، على الرغم من ان الشعب السوداني لا يحتاج الى شهادة حسن سير وسلوك، والسودانيون سواء كانوا في السلطة او خارجها، معروفون بالتسامح والبعد عن مزالق العنف والكراهية وسجلهم المشرف في احداث التغيير السياسي في بلادهم دون عنف او اراقة دماء وبعدهم عن ثقافة الاغتيالات السياسية خير دليل على ذلك! آمل ان تركز نيجيريا جهودها واهتماماتها على اجتثاث مظاهر العنف فيها وآخرها الاعمال التي اجتاحت بعض المدن في اعقاب تفجيرات سبتمبر الارهابية، مخلفة عشرات القتلى وان تبحث عما تحقق به مصالحها.